بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبى الأمى الكريم وعلى آله واصحابه ومن استن بسنته .
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" رواه البخاري في الأدب المفرد (712)، والترمذي (3370)، وابن ماجة (3829)، وابن حبان (870)، والحاكم (1/666) وصححه، ووافقه الذهبي.
وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل العبادة الدعاء" رواه الحاكم (1/667)، وصححه، ووافقه الذهبي.
وقد سنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لكل شأن من شئون المسلم ذكراً أو دعاء، ومن ذلك ما ورد من أدعية عند نزول الكرب والهم والضيق بالمسلم، فمن ذلك: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيمُ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض، ورب العرش الكريم" صحيح البخاري (6346)، وصحيح مسلم (2730)، وكان السلف الصالح يسمونه دعاء الكرب.
ومنها: "دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفة عين، وأَصْلِح لي شأني كله، لا إله إلا أنت". رواه أبو داود (5090)، والحديث حسن.
أما تضمين دعاء الكرب المأثور بدعاء آخر من عندك؛ فالأفضل والأقرب للسنة ـ أختاه ـ الالتزام بما ورد من صحيح رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ خير ما دعا ربه وبأحب الدعاء إليه، وقد ورد في ذلك، عن البراء بن عازب قال: قال لي رسول صلى الله عليه وآله: ما تقول يا براء إذا أويت إلى فراشك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال صلى الله عليه وسلم: إذا أويت إلى فراشك طاهراً، فتوسد يمينك، ثم قل: "اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت".
قال البراء: فقلت كما قال، إلا أني قلت: وبرسولك الذي أرسلت. فوضع يده في صدري، وقال: "ونبيك الذي أرسلت".
ثم قال: "من قالها من ليلته ثم مات، مات على الفطرة".
أورده البخاري في صحيحه في مواضع: كتاب الوضوء 1|308 (247)، وكتاب الدعوات 11|93 و97 و98 (6311،6315،6313)، وكتاب التوحيد 13|388 (7488)، ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء 4|2081 (2710)، وأبو داود في السنن، أبواب النوم 4 | 425 (5046)؛ وابن ماجه في السنن (3876)، كتاب الدعاء 2 | 1275، والترمذي في الجامع، أبواب الدعوات 2 | 245 (3574)، والنسائي في الكبرى (10619) واللفظ له، وأحمد في المسند 4 | 285 (18515) و290 (18561) و292 (18588،18587) و296 (18617) و299 (18651) و300 (18654-18656) و301 -302 (18680).
وتدور الأدعية حول التوحيد لأنه لا يفرجها إلا الله، فحتى الكافر عندما يكون في ضيق يلجأ إلى الله.
- قال تعالى: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون"[سورة النمل: 62].
-وقال تعالى: "هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين}[ يونس:22 ].
- والكرب هو الضيق، وهو من الأشياء التي لا يحبها الإنسان.. والابتلاء يؤدي إلى الضيق، فالابتلاء أعم، وقد يكون مقدمة للكرب، وهو أخص من البلاء.
وأما شروط قبول دعاء المكروب والدعاء عموماً فهي:
1- الإخلاص: قال تعالى: "فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَاٰفِرُونَ" [غافر: 14].
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله". رواه أحمد (2669)، والترمذي (2516)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7957).
2- الصبر وعدم الاستعجال، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي". رواه البخاري في الدعوات (6340)، ومسلم في الذكر والدعاء (2735).
3- التوبة من المعاصي: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح.
4- المطعم والكسب الحلال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس: إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم" [المؤمنون: 51 ]. وقال: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" [ البقرة: 172].
ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام! ومشربه حرام! وملبسه حرام! وغذي بالحرام! فأنى يستجاب لذلك؟!" رواه مسلم (1015) والترمذي (2989).
وقال الإمام ابن رجب -رحمة الله-: فأكل الحلال، وشربه، ولبسه، والتغذي به سبب موجب لإجابة الدعاء.
5- حسن الظن بالله تعالى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه". أخرجه الترمذي (3479)، والحاكم (1/670)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (245).
6- حضور القلب، وتدبر معاني ما يقول، لقوله صلى الله عليه وسلم: "واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه".
7- عدم الاعتداء في الدعاء، والاعتداء هو كل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، قال الله تعالى: "فادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" [الأعراف:55]، فمن ذلك: ألا يشغله الدعاء عن أمر واجب أو فريضة حاضرة، كإكرام ضيف، أو إغاثة ملهوف، أو نصرة مظلوم، أو صلاة، أو غير ذلك.
8- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجاب لكم". رواه الترمذي في الفتن (2169) وحسنه، وأحمد (23301)، والبغوي في شرح السنة (4514)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7070). والله تعالى أعلم.
(منقووووووووووووول)
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبى الأمى الكريم وعلى آله واصحابه ومن استن بسنته .
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" رواه البخاري في الأدب المفرد (712)، والترمذي (3370)، وابن ماجة (3829)، وابن حبان (870)، والحاكم (1/666) وصححه، ووافقه الذهبي.
وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل العبادة الدعاء" رواه الحاكم (1/667)، وصححه، ووافقه الذهبي.
وقد سنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لكل شأن من شئون المسلم ذكراً أو دعاء، ومن ذلك ما ورد من أدعية عند نزول الكرب والهم والضيق بالمسلم، فمن ذلك: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيمُ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض، ورب العرش الكريم" صحيح البخاري (6346)، وصحيح مسلم (2730)، وكان السلف الصالح يسمونه دعاء الكرب.
ومنها: "دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفة عين، وأَصْلِح لي شأني كله، لا إله إلا أنت". رواه أبو داود (5090)، والحديث حسن.
أما تضمين دعاء الكرب المأثور بدعاء آخر من عندك؛ فالأفضل والأقرب للسنة ـ أختاه ـ الالتزام بما ورد من صحيح رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ خير ما دعا ربه وبأحب الدعاء إليه، وقد ورد في ذلك، عن البراء بن عازب قال: قال لي رسول صلى الله عليه وآله: ما تقول يا براء إذا أويت إلى فراشك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال صلى الله عليه وسلم: إذا أويت إلى فراشك طاهراً، فتوسد يمينك، ثم قل: "اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت".
قال البراء: فقلت كما قال، إلا أني قلت: وبرسولك الذي أرسلت. فوضع يده في صدري، وقال: "ونبيك الذي أرسلت".
ثم قال: "من قالها من ليلته ثم مات، مات على الفطرة".
أورده البخاري في صحيحه في مواضع: كتاب الوضوء 1|308 (247)، وكتاب الدعوات 11|93 و97 و98 (6311،6315،6313)، وكتاب التوحيد 13|388 (7488)، ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء 4|2081 (2710)، وأبو داود في السنن، أبواب النوم 4 | 425 (5046)؛ وابن ماجه في السنن (3876)، كتاب الدعاء 2 | 1275، والترمذي في الجامع، أبواب الدعوات 2 | 245 (3574)، والنسائي في الكبرى (10619) واللفظ له، وأحمد في المسند 4 | 285 (18515) و290 (18561) و292 (18588،18587) و296 (18617) و299 (18651) و300 (18654-18656) و301 -302 (18680).
وتدور الأدعية حول التوحيد لأنه لا يفرجها إلا الله، فحتى الكافر عندما يكون في ضيق يلجأ إلى الله.
- قال تعالى: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون"[سورة النمل: 62].
-وقال تعالى: "هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين}[ يونس:22 ].
- والكرب هو الضيق، وهو من الأشياء التي لا يحبها الإنسان.. والابتلاء يؤدي إلى الضيق، فالابتلاء أعم، وقد يكون مقدمة للكرب، وهو أخص من البلاء.
وأما شروط قبول دعاء المكروب والدعاء عموماً فهي:
1- الإخلاص: قال تعالى: "فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَاٰفِرُونَ" [غافر: 14].
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله". رواه أحمد (2669)، والترمذي (2516)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7957).
2- الصبر وعدم الاستعجال، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي". رواه البخاري في الدعوات (6340)، ومسلم في الذكر والدعاء (2735).
3- التوبة من المعاصي: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح.
4- المطعم والكسب الحلال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس: إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم" [المؤمنون: 51 ]. وقال: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" [ البقرة: 172].
ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام! ومشربه حرام! وملبسه حرام! وغذي بالحرام! فأنى يستجاب لذلك؟!" رواه مسلم (1015) والترمذي (2989).
وقال الإمام ابن رجب -رحمة الله-: فأكل الحلال، وشربه، ولبسه، والتغذي به سبب موجب لإجابة الدعاء.
5- حسن الظن بالله تعالى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه". أخرجه الترمذي (3479)، والحاكم (1/670)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (245).
6- حضور القلب، وتدبر معاني ما يقول، لقوله صلى الله عليه وسلم: "واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه".
7- عدم الاعتداء في الدعاء، والاعتداء هو كل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، قال الله تعالى: "فادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" [الأعراف:55]، فمن ذلك: ألا يشغله الدعاء عن أمر واجب أو فريضة حاضرة، كإكرام ضيف، أو إغاثة ملهوف، أو نصرة مظلوم، أو صلاة، أو غير ذلك.
8- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجاب لكم". رواه الترمذي في الفتن (2169) وحسنه، وأحمد (23301)، والبغوي في شرح السنة (4514)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7070). والله تعالى أعلم.
(منقووووووووووووول)