[size=32]
[/size]
[size=32]هل نتحلي بمكارم الأخلاق (الكلمة الطيبة و الكلمة الخبيثة )
الحمد للّه نستعينه ونستغفره ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا من يهده اللّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أخوتى فى الله
قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
صححه الألباني
إن من مكارم وفضائل الاخلاق التى يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة فضيلة :
الكلمة الطيبة
قال تعالى:
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ..الاية)
فاطر:10
الكلمة الطيبة عكس الكلمة الخبيثة
الكلام فن وأدب وذوق ومن لا يتقن هذا الفن يضيع الكثير من الفوائد
فكم من كلمة طيبة قربت بين المتباعدين وأصلحت ما بين المتخاصمين وجمعت شمل المتباعدين
لذلك أمر الله عباده بأن يجملوا ألسنتهم بالكلام الحسن وضرب لهم الأمثال فى القرآن الكريم
ما يوضح لهم أثرأدب اللسان
وكم من كلمة خبيثة لا يأبه الإنسان بها تودي به إلى الذل والتهلكة والشحناء والبغضاء
وزيادة العداء بين الناس فتكثر الفتن بين خلق الله
وقد أمرنا الله تعالى أن نتخير من الألفاظ أحسنها ومن الكلمات أجملها عند حديث بعضهم لبعض
حتى تشيع الألفة والمودة وتندفع أسباب الهجر والقطيعة والعداوة
فقال الله تعالى :
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)
الإسراء:53
وهذا من لطف الله بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة
والقول الحسن يدعوا لكل خلق جميل فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره
لقد حث الشرع المطهر الناس على انتقاء الألفاظ الطيبة التي تدخل السرور على الناس
فقال الله عز وجل:
( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)
البقرة: 83
فالكلمة سكين ذو حدين:
إذا كانت حسنة وهادفة تنطلق من إرادة واعية ونية خير للبشر
فهي تصنع الحضارة والرقي وتبني المجتمع وتوجه الناس نحو الخير والبناء والصلاح
وإذا كانت سيئة تنطلق من إرادة العبث واللهو وعدم تحمُّل المسؤولية
فهي تقضي على كل صلاح وخير وتهدم ما تبقى من سلامة في نفوس البشر وتعيث الفساد في ربوع البلاد وبين العباد
فقال جل وعلا:
( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً)
النساء:148
أن الإسلام جعل للكلمة دوراكبيرا و مهمة عظيمة ويضمنها أعمق المعاني وأسلمها
فهو يريد من الإنسان أن يكون صالح المنطق مهذّب الكلام
لا فحش ولا لغو ولا عبث بل جدية مثمرة ونطق صائب يختزن أهدافاً ربانية
لذلك عبّر تعالى عن أهمية الكلمة وعظيم أثرها واستمرار نتاجها الطيب
كما قال تعالى :
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ,
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
إبراهيم 25:24
وقد كان الصالحون يتعهدون ألسنتهم فيحرصون على اخيتار الألفاظ والكلمات التي لا يندمون عليها فرأينا منهم عجبا
هذا الأحنف بن قيس يخاصمه رجل فيقول للأحنف لئن قلت واحدة لتسمعن عشرا
فقال الأحنف : لكنك والله لو قلت عشرا ما سمعت واحدة
وحيث إننا مطالبين بصون اللسان فلا يخرج منه الا القول الحسن للناس كافة
فإن هذا المطلب يتأكد في حق أصناف من الناس هي الأولى بهذا الخلق ومن هؤلاء:
الوالدين
فأحق الناس بالتعامل معهم بهذا الخلق الكريم الوالدان اللذان أمر الله ببرهما والإحسان إليهما
ومن الإحسان إليهما اختيار الطيب من الأقوال عند الحديث إليهما
قال تعالى :( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا
أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)
الإسراء:23
وإننا لنعجب اليوم من حال شباب وفتيات يتعاملون مع الآباء معاملة فظة فيرفعون
أصواتهم وينهرونهم ويسيئون إليهم ويؤذونهم
الزوجين
أن الأساس الذي تبنى عليه البيوت هو الرحمة والمودة
فيحتاج الزوجان لاختيار أحسن الألفاظ للتخاطب بها ولإبداء مشاعر الحب والرحمة تجاه بعضها
قال تعالى :
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
الروم:21
وأدب اللسان يكون أيضا مع الابناء والاهل والاقارب والاصدقاء و الجيران والخدم وسائر الناس
هكذا أيها الأحبة ينبغي للمسلم أن يتعهد لسانه وألا يقول إلا خيرا أو يصمت
قال تعالى :
( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)
النساء:114
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ
وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ))
متفن عليه
أخرجه البخاري ومسلم
آفة الجسد اللسان من آفات اللسان:
إن آفات اللسان عديدة وكثيرة ويمكن القول أنها لا تحصى فهي بعدد كلمات الإنسان
وكل كلمة سيئة فهي آفة فيصبح معيار سعادة الإنسان أو شقائه هو ما يجري على لسانه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث إلى معاذ قال:
( ألا أُخبرُك بمِلاكِ ذلك كلِّه ؟ كُفَّ عليك هذا وأشار إلى لسانِه
قال : يا نبيَّ اللهِ ! وإنا لَمُؤاخذونَ بما نتكلَّم به ؟
قال : ثَكِلَتْك أُمُّك يا معاذُ ! وهل يَكبُّ الناسَ في النَّارِ على وجوهِهم إلا حصائدُ ألسنتِهم)
الراوي: معاذ بن جبل - المحدث:الالبانى - المصدر:صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عافانا الله وإياكم من آفات اللسان
وجعل لسان كلا منا مشغول بذكرالله وقول [/size][size=32]كلمة الطيبة[/size]